الرجل المطلق.. كيف يواجه الحياة؟
يعتقد الرجل بعد أن يطلق زوجته أنه قد تحرر من التعاسة والضغوط، وألقى عن كاهله عبء ثقيل جاثم على صدره، ويبقى لبرهة من الزمن منتشياً بفرحة الحرية وهدوء البال، خصوصاً بعد رحلة الشد والجذب في أروقة المحاكم، لكنه فجأة يصحو على فراغ ينهش روحه ووحشه تعصف كيانه، إنه أشبه بالسكون الكئيب بعد العاصفة، يتأمل حياته بشيء من الحنين والحزن، فشعوره كمن انبتر جزء من أعضائه التي كونت جسده وحركة يومياته الرتيبة، وتظل الذكريات تلاحقه ورائحة المرأة التي التصقت بجسده سنوات تذكره بتفاصيل قد غابت في فوضى المناكفات الحادة فيجرفه الحنين مرة أخرى ويجد نفسه محاصر بالماضي ومبرمج على نظام من الصعب أن ينسلخ عنه، ولهذا يفكر بالتعويض لملئ الفراغ لكن في داخله خوف وقلق من تجربة جديدة سيئة العواقب، فاختياره هذه المرة صعب ومحدود.
فكثير من الدراسات السيكولوجية تشير إلى تأزم حالة الرجل المطلق وشعوره بالكآبة وظهور أعراض مرضية منشؤها هذا التحول المفاجئ في نظامه النفسي والجسدي وأسلوب حياته، فهناك انعدام الشهية للطعام، الأرق، النوم المضطرب، الرغبة في الوحدة، والرجال في الغالب لا يصرحون بمعاناتهم لأنهم يعتقدون أن إظهار ضعفهم يمس رجولتهم، وعلى العكس يتظاهرون بالقوة والانتصار على الزوجة المشاغبة التي أذاقتهم المرارة والعذاب، ولهذا يلاحظ أن كثير من العلاقات الزوجية المنفصمة تعود مرة أخرى وبدم جديد بعد فترة من الزمن، لأن الظروف والتجارب التي يمر بها الإنسان كفيلة بترميم قلبه المنكسر ونفض مشاعر الكره والنفور عنها، فيشتاق إلى شريك الماضي ويفكر بقرار العودة.
تحياتي لكم شوق
منقول