:.وجدان القلب.. وفِقدان القلب.:
«واعلَموا أنّ اللهَ يَحولُ بينَ المرءِ وقَلبِه».
السالكون في طريق الحقيقة فِرقَتان: العالِمون، والعارفون.
العالِمون وَجَدوا قلوبهم؛ لقوله تعالى: «إنّ في ذلك لَذِكرى لمن كانَ له قلب».
والعارفون فَقَدوا قلوبهم؛ لقوله تعالى: «واعلَموا أنّ اللهَ يَحولُ بينَ المرءِ وقلبِه».
إنّه لَرمزٌ غريب، وإيماءٌ عجيب:
القلب طريق.. والحبيب وطن. فإذا وَصَل إلى الوطن.. ففي أيّ طريق يريد أن يمشي ؟!
في البداية لابدّ من القلب، وفي النهاية يتحوّل القلب إلى حجاب. مَن كان له قلب فهو مريد، ومَن كان بلا قلب فهو مراد.
في البداية لابدّ من القلب.. لأنّه لا يمكن طيّ طريق الشريعة بلا قلب. من هنا قال: «لَذكرى لمن كان له قلب».
والبقاء مع القلب في نهاية المطاف اثنَينيّه، والاثنَينيّة بُعدٌ عن الحق. من هنا قال: «يَحولُ بين المرء وقلبه».
وقيل: أصحاب القلوب أربعة: زاهد أضناه القلب شوقاً، وخائف غَسَله القلب بالدموع، ومريد أقامه القلب للخدمة، ومُحِبّ شدّه القلب إلى الحضرة (الإلهيّة).