أعلن أطباء هيئة الخدمات الصحية البريطانية عن تقنية جديدة قريبا تُجرى من خلالها عملية بسيطة لا تستغرق الساعة تقلل خطر النوبات القلبية إلى النصف عند المرضى الذين يعانون من ضغط الدم المرتفع.
وفي التجربة التي أجريت على بعض المرضى فيما يعرف بعملية ثقب المفتاح تمكن المرضى من مشاهدة ضغط دمهم المرتفع ينخفض إلى نحو الخمس خلال ستة أشهر، وهو ما يكفي لتقليل خطر النوبة القلبية أو السكتة الدماغية إلى النصف. وبعد متابعة استغرقت 18 شهرا لم تظهر أي علامة تشير إلى حدوث انتكاسة.
وقد أثبتت التجارب نجاحا باهراً لدرجة أن بعض العيادات أتاحت هذا الإجراء بالفعل سرا، ويتوقع الباحثون توفر العلاج لعشرات آلاف المرضى البريطانيين في هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية.
يشار إلى أن هذه العملية تعتمد على قطع الأعصاب التي توصل الكليتين بالدماغ وتنقل الإشارات لمراقبة ضغط الدم.
ويقول الأطباء إن العملية، التي تتكلف نحو 9.500 دولار، يمكن أن تقدم حلا دائما لعشرات آلاف المرضى الذين لا يمكن التحكم في ضغط دمهم المرتفع بالعقاقير التقليدية.
ورغم أن الذين يخضعون للعملية لا يزال يتعين عليهم تناول الدواء لإبقاء الحالة تحت السيطرة فإنها تحدث انخفاضا في ضغط الدم الذي تفشل الأدوية وحدها في توفيره.
وستحدد المزيد من التجارب ما إذا كانت هذه التقنية - المعروفة باسم إزالة التعصيب الكلوي - يمكن أن تساعد أيضا المرضى الذين لا تتحمل أجسامهم عقاقير ضغط الدم التقليدية.
قُدمت نتائج الدراسة - التي شملت أكثر من مائة مريض من 11 دولة - إلى مؤتمر الجمعية الأوروبية لطب القلب في ميونيخ بألمانيا أول أمس (25-8-2012).
وقال الدكتور موراي إيسلر من مستشفى سارلاند الجامعي في ألمانيا "نحن متحمسون لمشاهدة عملية إزالة التعصيب الكلوي وهي تُظهر انخفاضا كبيراً ومستداماً لضغط الدم في المرضى المقاومين للعلاج. وكلنا نعرف أن الأعصاب الكلوية تلعب دورا هاما في ارتفاع ضغط الدم وهذه الدراسة تبين إمكانية استهداف تلك الأعصاب بعملية إزالة التعصيب الكلوي بدون آثار جانبية كبيرة".
ومن المعلوم أن نحو 16 مليون بريطاني يعانون من ارتفاع ضغط الدم، أو ما يعرف بفرط ضغط الدم، ونصفهم غير مشخصين. والأطباء عادة يصفون مجموعة من الأدوية للحد من خطر أمراض القلب والسكتة الدماغية والفشل الكلوي، لكن واحدا من ثلاثة مصابين لا ينفع معهم الدواء.
ويتضمن الإجراء الجديد قطع الأعصاب التي لا تعمل بشكل جيد حول الكليتين. وكما هو معلوم أن الأعصاب ترسل إشارات إلى الدماغ تبلغه أن ضغط الدم منخفض أكثر من اللازم وهذا يستحث الدماغ لزيادة الدم إلى مستويات مرتفعة تشكل خطورة. ويقوم الأطباء بتصحيح العطب بتمرير سلك عبر الشريان الكلوي حتى يصل إلى الكليتين حيث يسمح بإطلاق دفعة من الحرارة لحرق الأعصاب وتعطيلها. ورغم أن العملية متوسطة الألم فإنها لا تتطلب تخديراً عاماً ويستطيع المريض مغادرة المستشفى في اليوم نفسه.