السلام على النبي العربي الهاشمي القرشي المكي المدني الأبطحي التهامي السيد البهي السراج المضيء الكوكب الذري صاحب الوقار والسكينة المدفون بالمدينة العبد المؤيد والرسول المسدد المصطفى الأمجد المحمود الأحمد حبيب اله العالمين وسيد المرسلين وخاتم النبين ورحمة للعالمين إمام الرحمة وشفيع الأمة وحجتة في الدنيا والآخرة و على آل بيته الطيبين الطاهرين
تبكيك عيني لا لاجل مثوبة * * * لكنما عيني لاجلك باكية
تبتل منكم كربلاء بدم * * * ولا تبتل مني بالدموع الجارية
امست رزيتكم رازايانا التي* * * سلفت وهونت الرزايا الاتية
ومصائب الايام تبقى مدة * * * وتزول وهي الى القيامة باقية
عين ..ورمش .. وجفن ،، إذا لم تبكيك يا حسين !
أحكم عليها بحكم الأموات ، وأعتبرها عين جاحدة ولا خير يُرتجى منها إن لم تبكي سيد الشهداء ، هذه العين بمكوناتها إن لم ترى فضلك في إبصارها فهي جاهلة ، وإن رأت وتنكرت فهي عين جاحدة ، وإن أقرت بمصابك ولم تغزيها الدموع فهي عين من جفاء القلوب وقساوتها خاضعة ، وفي كلا الحالات هي خاسرة ويوم الفزع الأكبر نادمة ..
وكم من أعمى بصر لكنه بصير ( القلب) ما إن يسمع بمذبح الحسين (ع) إلا وتنزف ـ بياض عينه ـ وتغرغر دموعاً ينزل على الخد ، فبفطرته السليمة وحد الله وآمن برسوله (ص) وأتى معزياً بشهادة إبن بنت النبي (ص) .لقد بكتك يا حسين الأعين الرحيمة ، والله لا لإجل فقط المثابه العظيمة إنما أعظم من ذلك فهي رأتك قدوة في هذه الحياة عظيمة ، وفيك تجلت المصيبة الأليمة ، يا من نصرت دين النبي (ص) بما تملك من أنفس ، وأبناء ، وحتى بالنساء من التي من بعدك غدت سليبة ، لم يكن في كل هذا الكون مأمن لك إن لم تبايع إبن الخنا يزيد وعصابته الفاجرة البغيضة ، فقتلت وأنت مظلوم وغدا هذا الكون ومن فيه عليك من الباكين ..
لقد بكتك قبل عيني أعين الجماد والأحياء ، لقد بكتك أعين الجن حتى ناحت بأليم الأشعار ، لقد بكتك عين الطيور والحيوان ، لقد أبكيت السماء بالدماء وأبكيت حملة العرش وكل ملاك ..فبعد كل هذا فكيف ومن أكون أنا حتى لا أبكيك ..تبكيك عيني لا لاجل مثوبة * * * لكنما عيني لاجلك باكية
تبتل منكم كربلاء بدم * * * ولا تبتل مني بالدموع الجارية
امست رزيتكم رازايانا التي* * * سلفت وهونت الرزايا الاتية
ومصائب الايام تبقى مدة * * * وتزول وهي الى القيامة باقية
عن أبي بصير، قال: قال أبو عبد الله(ع): قال الحسين بن علي(ع): أنا قتيل العبرة، لا يذكرني مؤمن إلا استعبر.
عن هارون بن خارجة، عن أبي عبد الله(ع)، قال: قال الحسين(ع): أنا قتيل العبرة، قتلت مكروباً، وحقيق علي أن لا يأتيني مكروب قط إلا رده الله وأقلبه إلى أهله مسروراً.
• قال الرضا (ع) :"يا بن شبيب !.. إن كنت باكيا لشيء فابك للحسين بن علي بن أبي طالب (ع) فإنه ذُبح كما يُذبح الكبش ، وقُتل معه من أهل بيته ثمانية عشر رجلا ، ما لهم في الأرض شبيهون ، ولقد بكت السماوات السبع والأرضون لقتله ، ولقد نزل إلى الأرض من الملائكة أربعة آلاف لنصره ، فوجدوه قد قُتل ، فهم عند قبره شعثٌ غبْرٌ
إلى أن يقوم القائم ، فيكونون من أنصاره ، وشعارهم :
يا لثارات الحسين ..
يا بن شبيب !.. لقد حدثني أبي ، عن أبيه ، عن جده : أنه لما قُتل جدّي الحسين أمطرت السماء دما وترابا أحمر .
يا بن شبيب !.. إن بكيتَ على الحسين حتى تصير دموعك على خديك ، غفر الله لك كل ذنب أذنبته صغيرا كان أو كبيرا ، قليلا كان أو كثيرا ..
يا بن شبيب !.. إن سرك أن تلقى الله عز وجل ولا ذنب عليك فزر الحسين "ع"
يا بن شبيب !.. إن سرّك أن تسكن الغرف المبنية في الجنة مع النبي (ص) فالعن قَتَلة الحسين .
يا بن شبيب !.. إن سرّك أن يكون لك من الثواب مثلُ ما لمن استشهد مع الحسين ، فقل متى ما ذكرته : يا ليتني كنت معهم فأفوز فوزا عظيما . يا بن شبيب !.. إن سرّك أن تكون معنا في الدرجات العلى من الجنان ، فاحزن لحزننا ، وافرح لفرحنا ، وعليك بولايتنا ، فلو أن رجلا تولّى حجراً لحشره الله معه يوم القيامة.