يفقد الطفل المريض شهيته للأكل عند بداية الإصابة بالزكام، تماماً كالبالغين. إذ يعمل الجسم على توجيه معظم طاقتة لجهاز المناعة بحيث من المفترض أن ينشط أكثر من المعتاد لحمايته.
تتطلب عملية الهضم الكثير من الطاقة. فكلُّنا يعرف إحساس الإرهاق والثِّقَل بعد تناول وجبة كبيرة، فكل ما نفكر فيه عندها، هو أن نغمض عيوننا لننال قسطاً من الراحة.
لا يحتاج جسمنا للطاقة لهضم الوجبات الكبيرة فحسب، بل حتى الوجبات الخفيفة تتطلب الطاقة لهضمها، مع أننا لا نعي ذلك بشكل مباشر، إذ يحتاج الجسم إلى إستقطاب الطاقة وتوجيهها إلى الجهاز الهضمي حيث يقوم بتحليل المواد الغذائية ليستفيد من الطاقه المخزونة في هذا الغذاء.
عندما نبدأ بالشعور بالزكام، لا يميل جسمنا لتوجيه الطاقة للجهاز الهضمي أو القيام بنشاط بدني آخر، لذا نشعر بالتعب وإنعدام الجوع والرغبة في الحصول على الراحة.
فالجسم البشري ذكي ويتغاضى عن الرغبة في القيام بنشاطات بدنية، بشكل مؤقت، لتوجيه مصادر الطاقة وتركيزها في مواجهة مسببات الأمراض، عند الإصابة بمرض ما. لدى الجسم ما يكفي من مخزون غذائي لفترة ما، دون الحاجة لتناول الطعام. إلا أنه من الضروري شرب الماء دوماً، بالإضافة إلى أن شرب الماء لا يحتاج لكثير من الطاقة.
عند الإصابة بمرض ما ، ترسل لنا أجسامنا إشارات مفادها أننا لا نشعر بالجوع، نشعر بالغثيان، أو ببساطة بأننا لا نرغب في رؤية الطعام.
وبما أننا طالما ألحّ علينا أهلنا في الصِّغَر، بتناول الطعام عند المرض، حتى نتعافى، لنزداد قوة ونواجه المرض، نحاول جاهدين التعامل بنفس الطريقه، بدفع أبنائنا بشتى الطرق لتناول الطعام. لذا تجد أن الكثير من الأهل يفرحون عندما يطلب أطفالهم تناول الطعام بعد تناول مسكن أو خافض للحرارة. يظُنُّ الأهل عندها أن الطِّفل يشعر بتحسن. قد يكون هذا صحيحاً إلا أن جسده لم يتغلب على المرض بعد. فسوف يعود جهاز المناعة لمحاربة المرض مجدداً، لذا من المفضل تقوية جهاز المناعة حتى يكون بجاهزية لمواجهة المرض بنجاعة.
توصيات:
إذا كان الطفل يرفض تناول الطعام، لا تُلحِّوا عليه بالأكل. مع ذلك، إحرصوا على أن يشرب وما عدا ذلك ليس بالمهم. إذا كان الطفل يريد أن يستريح، فدعوه يستريح.